04‏/03‏/2012

زيت الزيتون Olive ج2

  فكما هو سر طول العمر الذي يوجد بين حبات الزيتون أو ما عصر منها؟
  ولعل السر الأكبر فى ذلك هو وجود نوع معين من الدهون التي تعرف باسم الزيوت الأحادية (Mono) في ذرات الكربون والتي توجد في كل من زيت الزيتون، وزيت الكانولا، وزيت اللوز، وزيت ثمار الأفاكادو، والتي تسمي الزيوت المطولة للعمر (بإذن الله) طبعا.


والزيوت الأحادية الغير مشبعة، هي زيوت أكثر ثباتا من تلك الزيوت العديدة الغير مشبعة، لأن جزيئات تلك الزيوت، هي أكثر ثباتا من الزيوت العديدة الغير مشبعة بسبب أنها تحتوي علي ذرة واحدة حرة من الكربون الثنائي.

وهذا النوع من الزيوت يعتبر أكثر مقاومة لفعل الحرارة والضوء والهواء. وذلك مثله مثل (الدهون المشبعة Saturated Fatty acids) والتي ليس لها رابطة كربون حرة علي الإطلاق.

والدلائل كلها تشير إلي أن تلك الزيوت الأحادية الغير مشبعة، ربما تعمل علي خفض نسبة الإصابة بأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم.

حيث وجد أن الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية، هو أقل حدوثا في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وذلك بسبب وجود زيت الزيتون الذي يحتوي علي نسبة عالية من تلك الزيوت الأحادية الغير مشبعة، والذي يعتبر المصدر الرئيسي لدهون الطعام في تلك المنطقة.

فهو يعمل علي خفض نسبة الكولستيرول السيئ في الدم LDL، وكذلك نسبة الكولستيرول الكلي في الدم، كما أنه يعمل علي زيادة نسبة الكولستيرول الجيد في الدم HDL، وخفض الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وذلك دون خلل بعمل الجهاز المناعي، أو العمل علي تحفيز العامل المؤدي للسرطان مثل ما تفعله تلك الدهون المتعددة والغير مشبعة.

ولعله من الملاحظ طبيا وعلميا، أن البلدان التي تعتمد في طعامها علي زيت الزيتون كمصدر أساسي لدهون الطعام، فإن سكانها هم أقل عرضة للإصابة بالأمراض السرطانية المختلفة مثل سرطان الثدي، والبروستاتة، والمبيضين، والقولون.

كما أن مضادات الأكسدة التي تكمن في زيت الزيتون البكر والمعصور علي البارد، لها أثر كبير في محاربة الشقوق أو الجذور الحرة التي تتولد داخل الجسم البشري، بفعل العوامل المختلفة التي يتعرض لها الجسم دوما وفي كل وقت، وبذلك فإنها تمنع حدوث الكثير من الأمراض الفتاكة بالجسم، وخاصة الأمراض السرطانية.



   زيت الزيتون يحافظ علي السمع، ويقوي البصر.
 
وذلك عن تجربة لأحد المرضي الذي أصيب وهو في الأربعين من عمره بنوع من المرض الذي يسمي (بالحصبة السوداء) في أسوء أشكالها، والتي نتج عنها ضعف شديد في السمع والبصر معا.


ونما لعلم المريض، وبناء علي نصيحة من جربوا هذا الزيت الشافي من قبل، أن يقطر أنقي أنواع زيت الزيتون في عينه مباشرة، وما هي إلا أيام معدودة بعد دوام الاستعمال حتى جلي بصره وحد، وزالت الغمة والعتمة عنه.

وبالنسبة للأذن، فقد كان يقطر بهما الزيت البكر من الزيتون، ويسد خلف القطرات بقطعة من القطن، فما برحت أيام قليلة، حتى عاد إليه السمع من جديد مرة أخري بمثل القوة التي كان عليها قبيل حدوث المرض.

 وزيت الزيتون يقاوم صلابات العمود الفقري، والحوض، والأكتاف، والركبتين.

ويجعل الحركة أسهل وأيسر واقل ألما إذا ما تدهن به، وعمل تدليك بزيت الزيتون علي فترات منتظمة لتلك الأعضاء المتضررة.

ولنا قصة طريفة نرويها علي لسان أحد المغرمين بزيت الزيتون، سواء كان في الطعام أو التداوي به بالمسح أو التدليك.

يحكي أنه: " في عام 1869م أراد أحد الرسامين أن يرسم صورة بالحجم الطبيعي للكابتن - دودج ديموند - أحد الرواد الإنجليز، والمولود في بليموث إنجلترا والذي عاش معظم حياته بأمريكا، وذلك في ذكري عيد ميلاده المائة.
وبالطبع فكر الرسام بأنه سوف يلتقي برجل كهل عجوز، وكانت المفاجأة أن الذي ظهر أمامه هو رجل ممتشق القامة، في طلعة الأمراء، تكسو ملامح وجه الصحة والعافية، كأنه في الأربعين من عمره، فما السر وراء ذلك.


يقول الملف الطبي للكابتن – ديموند - أنه طيلة حياته لم يتعرض إلي الأمراض إلا قليلا جدا، وتعرضه لبعض الحوادث العارضة أثناء مسيرة حياته أمر ممكن الحدوث لأي فرد أخر.


وكان وزنه في عمر المائة عاما هو 62 كيلو جرام، بعد أن كان 96 كيلو جرام في الأعوام السابقة، وقد أشارت كل الفحوصات الطبية التي أجريت له، بأن كل الأعضاء الحيوية سليمة وتعمل بتوافق وانتظام.

والأعجب أنه في عمر المائة عام كان يسير مشيا علي الأقدام من نيويورك إلي سان فرنسيسكو، ويتسلق خلال تلك الرحلة الجبال التي قد تعترضه في الطريق، وربما يكون هذا هو الأغرب علي رجل في مثل سنه ".

والأسباب وراء كل تلك الحيوية والنشاط الجسدي، تكمن في استعمال الكابتن (ديموند) زيت الزيتون الخام أو البكر الصافي الناتج عن العصرة الأولي لثمار الزيتون في كل مناحي طعامه وشرابه، حيث أن الزيتون هو منتج أساسي في ولاية كاليفورنيا، ويعتبر الأفضل عالميا من حيث النقاوة والجودة، وطريقة التصنيع.

شجرة زيتون


ويقول الكابتن – ديموند - عن سر حيويته وشبابه الدائم، أنه في خلال الخمسين عاما التي مضت من عمره من قبل:

  • كان يعكف علي أن يشم أفضل هواء ممكن من حيث النقاء، وأنه لم يدخن طيلة حياته.
  • أمتنع تماما عن تناول أي لحوم حيوانية في غذاؤه بعد أن بلغ سن 56 من العمر وعكف بدل عن ذلك علي أكل الخضراوات والفاكهة الطازجة والمكسرات والحبوب المختلفة.
    حيث كان يفسر أكل اللحوم بأنه مضرة للجسد، لأنه ينجم عنه تراكم حمض البوليك في الدم، وهذا بدوره يؤدي إلي حدوث بعض الأمراض الروماتزمية، والصداع المزمن، وبعض مظاهر الأمراض العصبية عند البعض من الناس.
  • كان يؤمن تماما بمضغ الطعام جيدا أثناء تناوله، وذلك لكي يسهل عملية الهضم، وكان يأكل الخبز الكامل بالنخالة، حيث أنه يمنع الإمساك، وبالتالي يمنع الكثير من المضار التي تلحق بالجهاز الهضمي.
  • لم يكن يلجأ مطلقا لتناول المنبهات، مثل الشاي أو القهوة، أو التدخين.
  • كان لا يشرب الماء إلا بعد غليه، أو أن يحصل علي الماء المقطر متي توفر له ذلك، أو أن تكون هناك ماء لبعض الينابيع الصافية، والتي تتحوي على المعادن الأثرية الهامة لصحة الإنسان.
    وكان الروتين اليومي له هو: تناول 3 أكواب من الماء المغلي يوميا، وإفطار الصباح اليومي مكون من وجبة الشوفان مع الحليب، وشريحة من سمك القد مع البطاطس، خبز كامل النخالة مع قليل من الزبد، وعدد 2 بيضة مسلوقة، مع بعض الفاكهة، وحلوي التفاح. ومن النادر أنه كان يأكل وجبة في الغذاء بعد ذلك.
    أما وجبة العشاء، فكانت مكونة من كوب من الماء المغلي، خضراوات مطهية مع الأرز وحساء الطماطم، خبز كامل النخالة مع الزبد، بطاطا حلوة، فاصوليا، مع كوب حليب ساخن، وفاكهة الموسم المتوفرة.
    وما بين الصباح والمساء، فإن زيت الزيتون موجود دائما في قنينة من السيراميك علي مائدة الطعام، يغرف منها حسبما شاء علي الأطعمة التي يتناولها.
وهذا مثلا، ربما يجب أن يحتذي في تناول الطعام، كيفا ونوعا، وليس كما يعتقد البعض.





وعلي مر العصور، فإن زيت الزيتون كان ومازال يستعمل لخفيف الأحمال علي الجهاز الهضمي ومنع حدوث الإمساك الحاد أو المزمن، حيث أنه يساعد علي تدفق العصارة الصفراوية، وهي العامل الأساس في تحريك عجلة الجهاز الهضمي وإخراج الفضلات دون إبطاء.


وزيت الزيتون يلطف الأغشية المخاطية، ويحث علي التبول السلس، ويطري الجلد، ويهدئ الأعصاب.

كما أن زيت الزيتون يعمل علي وقاية الجسم من أمراض السرطان، ويكافح حالات الإسهال، ووجع الأذان، ويخفف من الحمي، ويحمي من ارتفاع ضغط الدم، ويعادل من ضغط الدم المنخفض، ويقاوم الملاريا، ووجع الأسنان، وتورم الغدة الدرقية، ويبرأ الجراح، ويشفي الكبد المتصلب، والطحال المتضخم، وينفع الأرحام، ويحارب الأورام.

ولا يزال مواطنو الجزائر يمضغون أوراق الزيتون الخضراء الغضة للتخفيف من ألام الأسنان والتهابات الحلق الناجمة عن مضغهم للتبغ بدلا من تدخينه.
كما تستعمل أوراق الزيتون في علاج بعض حالات الصلع، وبعض حالات السعال، والكسور المختلفة، وإفرازات المهبل، والنزف، وبعض حالات الفتق الجراحي، والعقم، واحتقان الكبد، وأمراض الجلد، والتواء المفاصل، وإذابة الحصى بالمرارة والكلي.
وفي لبنان، فإن زيت الزيتون يستعمل في علاج الحروق، ونزلات البرد، وعلاج للإمساك، ووجع المعدة.


فهل هناك أساس علمى وطبى علي استعمال زيت الزيتون في كل تلك الأغراض مجتمعة؟
نعم، هناك أساس لذلك، ولعل أهم محتويات زيت الزيتون التي تقوم بتلك الأعمال مجتمعة، تعزي إلي وجود الحمض الأساسي (حمض الأوليك Oleic acid).


وزيت الزيتون يساعد في خفض نسبة السكر في الدم لدي مرضي السكري.
وهذا ملاحظ بصورة أوضح لدي هؤلاء المرضي بالسكري من النوع الثاني، مما يساعد علي خفض تناول علاج السكر سواء كان من الإنسولين أو الحبوب.


ولعل الفائدة الأكبر من تناول زيت الزيتون بصورة مستديمة هي أنه يحول دون ترسب الكولستيرول الضار علي جدران الأوعية الدموية في الشرايين التاجية للقلب نتيجة لوجود مرض السكر، وبالتالي يخفض من حدوث النوبات القلبية لدي مرضي السكري، والتي تعتبر من المضاعفات الخطيرة كأمراض القلب عند مرضي السكري.


وعلي عكس ما يصفه الأطباء المعالجين لمرضي السكر، فإنهم غالبا ما ينصحون بتناول طعام غني بالكربوهيدرات، وقليل في الدهون، وبذلك يصبح الأكل غير مستساغ لدي البعض.

فيحبذا لو تم تناول زيت الزيتون بحرية، مما يساعد علي تقبل ذلك الطعام والذي يمكن أن يكون هو الأقرب لما يتذوقه الناس في العادة، ويحبذا لو أن زيت الزيتون قد يضاف إلي مواد الطعام دون حرق أو غلي، حتى لا تتغير خصائصه المفيدة كيميائيا، باعتباره زيت يحتوي علي 75% من مكوناته من الزيوت الأحادية العديدة الغير مشبعة، والذي يجعله زيت مميز أفضل بكثير من الزيوت الحيوانية الأخرى المشبعة.



  زيت الزيتون علاج حاسم للتخلص من مشاكل الحويصلة المرارية.

وهذا مما لا يخفي علي هؤلاء الذين باغتتهم نوبات آلام المرارة في أحد الأيام، وكيف كانت الآلام المبرحة تضرب في كل مكان، وتقض مضجع النائمين من شدة الآهات، خصوصا لو انحشرت أحد تلك الأحجار المتدلية عبر القناة المرارية هناك.

ولكي تنشط حركة الحوصلة المرارية وروافدها، فما عليك إلا بتناول 2 ملعقة من زيت الزيتون قبل تناول أي طعام، وهذا من شأنه أن يساعد علي تدفق السائل المراري بسهولة ويسر، حتى يصل إلي منتهاه في القناة الهضمية.

وزيت الزيتون يساعد علي انقباض الحوصلة المرارية بطريقة قوية، مما يفرغها تماما من كل ما تحويه في القناة الهضمية حيث يتم هضم الطعام بصورة أفضل.

ولعل من المفيد العلم بأن زيت الزيتون يذيب معظم الأحجار التي تتكون داخل الحوصلة المرارية، ولعل خير شاهد علي ذلك، تلك التجربة التي تمت علي بعض الأحجار المستخرجة من الحوصلة المرارية، والتي نقعت في زيت الزيتون النقي، وقد فقدت 68 % من وزنها بالإذابة في زيت الزيتون في فترة وجيزة من الزمن.

فلو صادف أنك تعاني من وجود حصى صغيرة بالحويصلة المرارية، وأن الأشعة السينية قد أظهرت أنها حصى صغيرة يمكن مرورها من القناة المرارية، فإن كل ما يلزمك في تلك الظروف للتخلص منها، هو تناول نصف كأس من زيت الزيتون النقي، مضافا إليه نصف كأس من عصير الليمون، أو الجريب فروت، ثم تذهب إلي الفراش.

وفي الصباح عليك بتناول كأس من الماء الحار، وهذا من شأنه أن يساعد علي تمرير تلك الحصى المرارية إلي قناة الإخراج ومن ثم إلي خارج الجسم بعد ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق